top of page

ساونغ ونغسي ياونغوي

ساونغ ونغسي ياونغوي، "كارين ناشيونال يونيون"، ألوان زيتية على قماش، 50 بـ 40 سنتم، 2021

بورما في أقاصي الدار

"يأتي معرض الأنسجة واللوحات هذا ضمن ممارسات اعتمدها الفنان طوال أعوامٍ. وهو سعى من خلال تلك الممارسات إلى تعيين لحظات واحتمالات سياسية حقيقية في سياق تحلّل دولة وفشلها، وما قابل ذلك من شلل دولي تجاه بورما"

فيفيان زيرل

برنامج:

السبت 13 تشرين الثاني (نوفمبر)

بين الساعة 13:00 و18:00

السبت 20 تشرين الأول (نوفمبر)

بين الساعة 13:00 و18:00       

 

السبت 13 تشرين الثاني (نوفمبر)

الساعة 13:00، افتتاح المعرض

الساعة 17:30، تحضير حساء "نوديل شان" وتقديمه للحاضرين

 

عدد الحضور سيبقى محدوداً بسبب تدابير مكافحة كوفيد، إذ إننا نلتزم بقواعد المعهد الملكي الهولندي للصحة العامة.

نص لـ فيفيان زيرل

22 02 2021 هو تاريخ بداية الانتفاضة العارمة ضد الانقلاب العسكري في بورما. والرقم سرعان ما تحول إلى رمز لتلك الحظة الثورية الشعبية. و يأتي معرض الأنسجة واللوحات هذا في سياق ممارسات اعتمدها الفنان على مدى أعوام طويلة سعى من خلالها إلى تعيين لحظات واحتمالات سياسية حقيقية في خضم تحلل الدولة وفشلها، وما قابل الأمر من تلكؤ دولي تجاه بورما وشعبها متعدد الإثنيات، وتجاه بلواها الاستعمارية المتجددة والمزمنة. وقد تألفت أعمال الفنان في دورات سابقة من لوحات دمجت ملامح إنطباعية تستحضر ذاكرة طفولته وصور من أرشيفه العائلي، بلوحات شهيرة في تاريخ البلاد. وهو أشار في السياق إلى مشاهد من عنف الدولة سبق وترددت في أشهر لوحات غويا ومانيه، إضافة إلى رسومات صارمة تظهر الطبيعة التكنوقراطية للدولة وشبكات المصالح والشركات المؤثرة في السلطة.

وكان لافتاً مع ذاك الحدث السياسي المستجد في بورما، لا بل كان مذهلاً في ظل حقبة انتشار الأخبار في العالم، سرعة اختفاء أخبار الإنقلاب العسكري في شباط (فبراير) 2021 من العناوين العالمية. وقد سارعت حكومات قمة السبع إلى تطبيع علاقاتها مع قوى السلطة الجديدة في بورما، كما تابعت العمل في صيانة مصالحها المتمثلة باستخراج المعادن. وفي الأثناء سعت حكومة الزعيمة البورمية أونغ سان سو كيي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في المنفى، لكنها فشلت في اكتساب الدعم الدولي على أثر إخفاقها السابق، وهي رئيسة للحكومة، في تأمين الحماية للأقليات الإثنية، حيث وصلت أصداء تلك القضية إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي سنة 2019.

الأقمشة في هذا المعرض تمثل أثواب "با زن" الحريرية النسائية. وتعلق الأقمشة في المعرض فوق الجمهور كي تستحضر طريقة اعتمدت خلال تظاهرات الانتفاضة الشعبية في شباط 2021. وعملياً، تقوم الأقمشة التي تعلق مثل سواتر حول المتظاهرين بتجريد الرجال العنيفين في صفوف الجيش البورمي من سلطتهم الذكورية. إذ بحسب المعتقدات المحلية إن قام رجل بالمرور من تحت هذه الأثواب النسائية فإن فعاليته الذكورية (الـ "فون") ستتعرض للطعن وتتهاوى. وقد نصبت الأثواب وعلقت في التظاهرات لتشكل دروع حماية في خضم حركة العصيان المدني. لكن إلى جانب دورها الماكر والساخر ذاك فإنها تبقى ذات دلالات مهمة بسياق العنف الذكوري الذي يمارسه الجيش البورمي. إذ أشار تقرير للجنة تحقيق ارسلتها الأمم المتحدة سنة 2019 إلى اعتماد الاغتصاب كسلاح في الحرب ضد إثنيات الـ "شان" والـ "كاشين" والـ "كارين" والـ "كاريني" والـ "مون" والـ "شين" والـ "روهينغا" وغيرها من الأقليات العرقية. وقد أثبتت الأقمشة أهمية الدور الذي لعبته في التظاهرات، حيث كان جنود الجيش يتمنّعون عن العبور تحتها للدخول إلى الأحياء السكنية. وهي في هذا المعرض جاءت بمثابة تحية للحركة التي قام بها الناس في بورما، كما أنها استأنفت فعل الإعتراض وتابعت حركة التظاهر.

اللوحات في هذا المعرض أنتجها ياونغوي بمدينة زوتفن (الهولندية، حيث يعيش) فيما كانت الأحداث تتكشف في بورما عبر وسائل الإعلام العالمية. وتظهر اللوحات التصويرية جنوداً من جهات متقابلة. إحداها تصوّر مجموعة من الجنود البورميين فتقدّم مجموعة متكررة من الخوذ العسكرية والأطياف. في لوحة أخرى يقف عسكري إلى جانب شخص آخر في ثياب مدنية. إنه جندي من الكتيبة الخامسة للاتحاد الوطني الكاريني، وهذه الكتيبة كانت من أول الكتائب التي واجهت اعتداءات التاتمادو عقب الانقلاب العسكري وردت على الإنقلاب عبر المساهمة في تدريب قوات الدفاع الشعبية التي شكّلها أشخاص نزحوا من المدن ولجأوا إلى الأدغال. هذه المشاهد بالنسبة لـ ياونغوي تذكره بتاريخ عائلته، حيث أن جدته، ووالده ووالدته، كانوا لجأوا إلى الأدغال في مطلع أيام طفولته. وكان لجدة ياونغوي دورًا فاعلاً في تأسيس الجيل الأول من جيش دولة الشان الذي كان والد الفنان قائده الأول. بيد أن هذه القوى اليوم لم تعد مؤثرة ومنتظمة، وباتت تقاتل حفاظاً على بقائها.

اللوحتان الأخيرتان في المعرض تصوران النمر، الذي يعتبر رمزاً لأمة الشان. أما النص الخافت الموجود في اللوحتين – المنفذتين بأسلوب التخطيط أو الملصقات – فيشير إلى المحاولات المستمرة لخنق أصوات وتعبيرات الأقليات الإثنية. وذاك أمر قاد في الحقيقة إلى بلورة معارضة ضد ما يسمى "البورمنة"، أي الهيمنة القومية لإثنية الـ "باما" التي مثلتها حكومة أونغ سان سو كيي خلال حقبتها "الديموقراطية" المزعومة. من هنا فإن تحركات الأقليات الإثنية ونضالها في بورما تحاكي أحوال عديدة في العالم، وذلك من خلال ما تواجهه الأقليات المختلفة في ظل "الليبرالية الديموقراطية" من قمع عسكري مقنّع تمارسه الأكثرية البوذية.

فيفيان زيرل في محاورة مع ساوانغ ونغسي ياونغوي، 6 تشرين الأول (أوكتوبر) 2021.

Modca Beiroet
bottom of page